عندما استجاب القدر...
..........عندما نغادر بعيدا.........
عندما استجاب القدر
قررت أن ابتعد كثيرا عنه، انتبذت أحضانا صلبة في عمق قارص، موحش . حينها توقفت عقارب ساعتي . عم صمت رهيب، وقفت استمع صدى دقات قلبي، تعزف آلام الشوق إليه وحرقة فراقه الأبدي. أدركت حينها أني في غرفة تعد مراسيم زفاف الوحدة بالفراغ . عروسان يحتفلان في صمت قاتم، يرقصان في بؤس حول شمعة تذرف دموع الحسرة و الأسى. ترتدي الوحدة فستانها الشاحب و تحمل باقة أزهار ذابلة، في عينيها بريق خافت يعبر عن عدم رضاها بالفراغ عريسا، لكن أين المفر رفعت الأقلام و جفت الصحف. بعد أيام معدودات أجاءها المخاض فهرعت إلى ركنة من ركنات غرفتي ، توسدت وسادتي و امتطت سريري و أخرجت إلى الوجود صغارها، ليعبثوا بحاجياتي ويبعثروا كل شيء من حولي . امتلأ الفراغ بضجة الصغار فاندثر و صار هباء. أما الوحدة فلم تصمد لآلام المخاض فخنقت أنفاسها تحت وسادتي. و بقي الصغار معي داخل غرفتي أطعمهم من لبني السقيم و أغطيهم بجناحي المنكسرين، أعلمهم كلماتي واحكي لهم بعض حكاياتي...
سليمة