...قلم من رصاص
قلم من رصاص...
عندما تغيب الشمس في الصباح الباكر، تسود سمائي لتعلن عن مرور سحابات قاتمة، تنذر بسيول جارفة تشق طريقها على خداي .ترتجف أطرافي، يرتفع أريق العرق من جبيني و تتسابق دقات قلبي،ليمتنع فمي عن الكلام. تتحرك أناملي في هدوء ، لتبحث عنه بلهفة بين تلك الأشياء التي كنت قد تخليت عنها ابحث عنه بلهفة لأني لا استطيع البقاء بدونه أو حتى معه .
عندما تلامسه أناملي احمله برفق و أضعه بين شفتاي، فيراودني شعور غريب، شوق إليه و خوف منه.تبحر عيناي في أعماق عينيه. يفعل نفس الشيء بدوره.يتحسس أناملي،انه اقرب مني إليه.أحسست حينها انه يفهم ما أريد أن أقول.دون أن أتكلم . شعرت أني ضعيفة أمام جاذبيته.غير قادرة على الكتمان،اهمس له ببعض الكلمات المتقاطعة فيتولى هو أمر نحتها في سلسلة من الأحاسيس المتلاحقة...
مهما حاولت البعاد عنه أو الغضب منه، يبقى الملاذ الوحيد الذي اسكن إليه بعد عناء الاغتراب...أجدني فيه ويجد ألمه في.يترك آثاره على صفحات بيضاء من حياتي.كأنه يقول أفصحي أو لا تفصحي، أنا أعرفك، أفهمك، و فوق كل هذا أنا أنت.
ارفض أن اعترف في صمت، فيبتسم في خبث، ونسترسل حوارنا الصامت، وفي غفلة انتشله من بين السطور حين تتوقف الأفكار عن مراودتي، محاولة الفكاك من جسمه النحيل... ويلاه لا اقدر انه يغرس رأسه من جديد بين السطور، حاملا معه يدي يراقصها في فرحة و غبطة،أحسست أني منحته السعادة التي افتقدها بان بحت له عن غير قصد،ان كنت حقا تعرفني فلا داعي ان نواصل هذا الحديث الممل...توقف لا تتركني ألاحقك بين زوايا السطور لترسم بي خارطة لوجودك،توقف أرجوك، أتوسل إليك،أنا أحب ألمك لكن اكره صمتك،لم أتكلم وحدي ولا تجيبني إلا بصدى كلماتي أو بترانيم آهاتي...
أتعلم سئمت صمتك النابع من أعماقي، سأكسرك كي لا تلامس أنامل غير أناملي و سأمحو أثارك بشفاهي كي يموت السر معك.لكني لا استطيع، إن كسرتك أكون قد كسرت نفسي وان محوت أثارك فسأمحو وجودي، لأني أنت.
أنا احبك...اعترف...كنت مخطأة حين فكرت انك مجرد قطعة خشبية صماء كتابوت يضم جوفك الصلب، علمني صمتك أسمى كلمات الحياة و أنقى شعور... شكرا لك يا حبي الوحيد، فرصاصك قتل الفراغ في قلبي و أحيى حب الصمت البليغ...